المشاركات الشائعة

الجمعة، 20 ديسمبر 2013

الوجع الشهي



في فؤادي لك أرقى مُنتجعْ      يا هوىً طاغٍ ويا أشهى وجعْ
يا ملاكاً كلما ناشدته               زورةً أبدى صدوداً وامتنع
ليت شعري أيُّ سلوى داعبت     قلبك الحاني فأغفى واقتنع؟
بعد أن عاطيتني صرف الهوى    وحناناً لم يكن بالمــصطنع
أوشاةٌ أفسدوا ما بيننا             أم حسودٌ صاغ إفكاً واخترع؟
كم عذولٍ فيك قد غالطته           وتغـــزّلتُ بأخرى فانخدع
ولكم أصغيتُ للشاني على        مضضٍ مُرٍّ وأظهرتُ الفزع
غيرُ أني لم أصدّق كلمةً         فيك يوماً,رغم تكرار الجرع
يا حبيبي كل نصحٍ في الهوى     هو عذلٌ ربما أخفى الطمع
فاحترس واحرص على ما بيننا    من ودادٍ لسوانا ما اجتمع
واتّبع قلبك واستأنس بما           يتراءى من جنوني والولع
يا إمام الحسن رُحماكَ فقد           حدّثت عيناك قلبي فاتّبع
مذ تراءيتَ له لم ينصرف         عن تصابيه وللحب انقطع
كلما عنّفتُهُ لم يلتفت             بل تمادى في التماهي واندفع
فهو في جهدٍ جهيدٍ إن بدتْ     سورةُ الشوق تشظّى وانصدع
فاقترب منِّي ودعني اجتلي            بين عينيك تقاسيم الدلع
للهوى أربابه لكنّ لي               مذهبٌ أربى عليهم واتسع
مذهبي الإبحار في يبس الرؤى  والتماهي  في خلاف المُتّبع
ليس لي ندٌّ إذا قِيس الهوى          لا,ولا ندٌّ إذا قِيس الوجع
 اجتباني الحب فيمن اجتبى        ثم ناداني ومن قدري رفع
وإذا بي اعتلي عرش الهوى       والتهاني شــــيعٌ تتلو شيع

هما شيئان لا أكثر


هما شيئان لا أكثر
ظلالٌ وارفٌ أخضر
وقلبٌ طاهرُ المعشر
على أن المنى ظلت
على منوالها الأشهر
أغاريدٌ من الأحلام
فوق شفاهنا تُصهر
فدعني حيث لا صحبٌ
ولا نغمٌ ولا مزهر
ودعني حيث لاذكرى
لماض ٍ منعم أخضر
ودعني حيث لا ضوءٌ
كأني لم اعُد اُذكر
هنالك..ربما أسلو
غراماً في دمي أبحر

سافر وخلّي عيونك



سافر وخلّي عيونك ليلة من الدهر كله
شسُمر مع لغزها ذي ما لقى الفكر حله
سافر وخذ قلبي الذي سطا جمالك وشله
ما حاجتي فيه وقد أصبحت أنت محله.
يا صافي العين ماذا في عيونك خبيت
شربت من سحرها يومي وما اكتفيت
رميت نفسي إلى قيعانها واختفيت
قصّيت فيها خُطى روادها واقتفيت
لا السر فيها انكشف ولا أنا اهتديت
يا غاية الحسن حسب الحسن ما فيك تم
وحسب عينيك ما ضلت بها من أمم
واستمطرت دمع أهل العشق منذ القدم
كم عاشقٍ في مداها الرحب سربل وضم
ولملم الآه في صدره وضمّ الألم
وخاض في مركب الآمال بحر العدم.


الدمع مفتتح الحياة



كان الرحيلُ وما أخذتُ بثاري...ولم أنل من وصلهم أوطاري
تلك البداية والنهاية والذي...جاهدتُ أُخفي أمرهُ وأُداري
“إن كان عندي ما أقول فإنني...سأقوله للواحد القهار”
أنا في سبيل الحب أتعسُ عاشقٍ...وعلى طريق العشق أتعبُ ساري
عَقدُ من العمر الجميل ولم أجد...فجراً يحنُّ إلى شذى أزهاري
والدمعُ في الأجفان ينضح كاشفاً...وجعي الذي أخفيتُ في أغواري
وأحبتي على وسائد غفلةٍ...ناموا ونامت إثرهم أذكاري
وحدي على جمر الحقيقة قابضٌ...دامي الفؤاد ممّـزق الأفكار
أصبو إلى دنيا السرور بلهفةٍ...وتظلُّ تلهثُ نحوها أسفاري
أقتاتُ أوجاعي وأنشدُ بهجةً...عـزّت,وألثمُ في الكؤوس أواري
فيا بواكير النسيم ألا أحملي...دمعي الغزير إلى رحاب دياري
وأسقي بها الأرض التي ما أنبتت...إلا الأسى والغدر والاكدار
للأهل ما عاشوا السرور ولي بهم...وجعٌ يمزِّقُ شجوهُ أوتاري
أنا مَنْ يشاغلهُ الهوى عن نفسه...عن ربه وهو الرؤوف الباري
فلقد شُغِلتُ بحبهم وبذكرهم...حتى نسيتُ ـ وحقهم ـ أخباري
أين الثـُـقاة من الـرُواة ليحفظوا...روايةٌ للشوق عن قيثاري
الدمع مفتتح الحياة وسرُّها...وعليه تُـفطرُ أنفُـسُ الأبرار