المشاركات الشائعة

الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012

للتخلف وجه ديني للأسف الشديد


رغم تناول الكثير من الشباب لجريمة العدوان بالتشويه على جداريات تعز واللوحات الفنية للفنان القدير الراحل/هاشم علي بالإدانة والاستهجان وكنت من ضمن الشباب في ذلك،إلا أن الجميع ربما لم ندرك أن الإدانة والاحتجاج مهما كان فعّالاً وشاملاً لا يكفي لمواجهة هذه الكارثة الوافدة والدخيلة على المجتمع التعزي،التي لم يتصوّر أحد أن تحدث فيها تلك المهزلة الكارثية،وطبعاً جميعنا نعرف الجهات التي لا تزال ترى في الفن خروجاً عن الدين وعداءً له،وهو ما كشفت عنه كتاباتهم على الجداريات،إلا أن معرفتنا بهذه الجهات ذات الفكر الدخيل والمتطرف للأسف الشديد لم تدفعنا إلى مواجهتها،ومحاصرة توسعها الكبير، بفضل الأموال المتدفقة عليها من أسيادها في دول الجوار،وربما من فاعلي الخير في الداخل وبحسن نية طبعاً،وهنا تكمن أحدى المسائل التي تستدعي الانتباه والتوعية بشأنها،غير أن المسألة الأهم في نظري هي الابتعاد بأبنائنا عن تلك التيارات،وعن جمعياتهم ومؤسساتهم التي تستغل الفقر السائد لدى الناس،لتقوم بتعليم وبفرض أفكارها المتخلفة على أبنائنا،وكذا فرض أنماط الحياة التي ينبغي عليهم أن يعيشوها،وهنا يتحول المجتمع إلى مجني عليه وجاني بنفس الوقت،وطبعاً هذه المسألة تحتاج إلى تدخل الدولة وحلولها محل تلك المؤسسات،وتحتاج أيضاً إلى مساهمة ودعم التجار الشرفاء والميسورين الذين تهمهم مصلحة الوطن ورقي أبنائه،وذلك لإيجاد مراكز تتولى رعاية أبناء الفقراء وتعليمهم تعليماً حضارياً يتناسب مع العصر وبما يجعلهم فاعلين في المجتمع ،وعند توافر ذلك لن يلجأ الفقراء إلى الدفع بأبنائهم إلى تلك الجهات،وهو ما سيحاصر تمددهم الكبير إلى الدرجة التي تجعلنا نراها ظاهرة أكثر من مجرد حادثة عابرة.
فهل آن الأوان للبدء في محاصرة هذا الفكر الظلامي الدخيل،والمعادي للقيم الإنسانية النبيلة،والقيم الجمالية والفنية التي تسمو بنا وتطهرنا من القبح والعدمية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق