لا يزال الكثير من
الزملاء المحامين كما يبدو يجهلون الدور الهام المطلوب منهم أن يقوموا به في هذه
المرحلة الحرجة من تاريخ الوطن، أعني مرحلة التأسيس للدولة المدنية المنشودة،
المطلب الأهم للثورة الشبابية ،وكما هو معروف أن الدولة المدنية هي دولة المؤسسات والنقابات
ومنظمات المجتمع المدني بمختلف أشكالها وأنشطتها وكل هذه الكيانات تتطلب المساعدة
القانونية للتأسيس وكذا خلال مراحل نشاطاتها المختلفة، وهو ما يعني تزايد حاجة
المجتمع للمحامين للقيام بالدور القانوني في هذه المؤسسات والكيانات المختلفة وبما
يعنيه ذلك من تزايد دورهم الفاعل في مرحلة البناء والتأسيس للدولة الحديثة التي
تلبي تطلعات الشعب، وفي هذه المرحلة ومع تزايد فاعلية المحامين ونشاطهم فإنهم وبلا
شك سيواجهون مخاطر عديدة ممن لا يرغبون بقيام الدولة الحديثة التي ستسلبهم هيمنتهم
وتواجدهم وستحد من نفوذهم وقوتهم في المجتمع، الأمر الذي سيدفعهم بدلاً من مواجهة
قوى الدولة إلى مواجه الطرف الأضعف المتمثل بالكيانات الناشئة والمحامين الذين
يساهمون في الدفاع عنها. وباعتقادي لو فكر الزملاء بدورهم هذا والذي يعول عليه
المجتمع كما أتضح لي شخصياً عند قيام الحركة العمالية في ساحة الحرية تعز بمساعي
لتأسيس نقابة للعمال العاملين لدى القطاع الخاص في تعز فقد كان أول من لجئوا
إليه هم المحامين،وهكذا سيكون الحال مع كل
الكيانات التي ستنشأ في ظل دولة القانون التي نطمح إليها جميعاً، وهذا الأمر يتطلب
منا أن ننخرط جميعا في حملة المطالبة بحصانة المحامي لنتمكن من أداء مهامنا
الإنسانية والوطنية على أكمل وجه، فهل آن للزملاء إدراك أهمية الحملة ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق